تفاصيل الخلية الإرهابية التي أجهزت على «شرطي الرحمة»

كشف المكتب المركزي للأبحاث القضائية، خلال ندوة صحفية،  بسلا، حصيلة تدخله في فك خيوط قضية مقتل الشرطي هشام بورزة، بناء على تنسيق وثيق بين المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، التي قادها عزيز كمال الإدريسي، والفرقة الوطنية للشرطة القضائية والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

وتمكنت المديرية العامة للأمن الوطني من معالجة مجموعة من المحتويات الرقمية، ومسارات الموقوفين الثلاثة ورصد المسار الذي سلكته سيارة الشرطي هشام بورزة، ليتسنى في الأخير تحديد هوية المشتبه فيه الأول والثاني بين مدينتي الدار البيضاء وسيدي حرازم.

وبالإضافة إلى استرجاع السلاح الوظيفي لشهيد الواجب، هشام بورزة، مكنت التحريات المنجزة من تتبع سيارتين من نوع «داسيا» من اللون الأبيض و«كليو 4» ذات اللون الأحمر، كانتا تستخدمان في التحركات الإجرامية للمتهمين الثلاثة، تم حجزهما أثناء التحقيق مع الخلية الإرهابية الموقوفة.

وتشير المعطيات التي توصل إليها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إلى أن إلقاء القبض على الموقوف الأول أكد مباشرة الطابع الإرهابي للعملية، ليتبين أن الأظناء كانوا بصدد الالتحاق بـ«داعش» في العراق والشام، إلا أن قلة الموارد المالية دفعتهم إلى تغيير خطة الالتحاق بالدولة الإسلامية، والاستعانة بعمليات مشابهة.

وتتراوح أعمار الموقوفين حديثي الالتحاق بالتنظيم الإرهابي المزعوم، بين 31 سنة، وهو عمر أمير الخلية، و37 سنة. أما الثالث البالغ من العمر 50 سنة فقد تمكن من طمس معالم الجريمة، بعد التحاقهم في إطار التطرف السريع بهذا التنظيم الإرهابي، في أقل من شهر ونصف الشهر. ويشتغل أفراد الخلية الإرهابية في مجال الألومينيوم بمستويات دراسية لا تتجاوز المرحلة الإعدادية والابتدائية، بحيث تمت مطابقة العناصر البيولوجية المستخرجة من مسرح الجريمة بين نظيرتها الخاصة بالمتهمين والخاصة بالضحايا.

وأثبتت الخبرات الباليستية المنجزة أن السلاح الوظيفي لم يتم استغلاله في أية عمليات إجرامية، بعد سلبه من الشرطي هشام بورزة، شهيد الواجب.

وأوضح حبوب الشرقاوي، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، خلال الندوة الصحفية نفسها، أن تفكيك الخلية الإرهابية تزامن مع تفكيك خلية إرهابية مشابهة بمدينة آسفي، الأربعاء الماضي، بعدما وثق أميرها شريطا يثبت الالتحاق بهذا التنظيم الإرهابي.

وأوضح بوبكر سبيك، الناطق الرسمي للمديرية العامة للأمن الوطني، أن تنامي التهديدات الإرهابية تتعامل معه المديرية العامة للأمن الوطني بصرامة تامة دون أي تسامح، في ظل وجود مجموعة من الاضطرابات في المحيط الإقليمي للمغرب.

وذكر المتحدث نفسه أن أزيد من 190 محققا أمنيا تولوا الاستقصاء والبحث في هذه الجريمة، التي لم يتبد للوهلة الأولى أنها تتعلق بتنفيذ مخططات إرهابية.

وزاد سبيك أن المديرية العامة للأمن الوطني تمكنت من إيقاف أزيد من 100 عنصر، منذ إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ظلوا يبحثون عن الطريقة المثلى للترويع والترهيب، بتقويض مرتكزات النظام العام وطريقة التمثيل بالجثة، بما في ذلك الاستعانة بالحرق كمستجد في العمليات الإرهابية التي نفذتها هذه الخلية الإرهابية.

وكشف بوبكر سبيك أن خلية إرهابية تم تفكيكها بمنطقة طماريس كانت تستهدف البحرية الملكية، عبر فرق الغواصين العائدين من التنظيم الإرهابي المزعوم «داعش»، في الوقت الذي تم تفكيك أزيد من 91 خلية إرهابية منذ إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015، حوالي 85 خلية منها تابعة للتنظيم الإسلامي المزعوم.

ولفت حبوب الشرقاوي إلى وجود تهديد كبير للإرهاب الإلكتروني، يتجاوز جغرافيا الدول، مع وجود تهديد يطارد الأطفال خلال استخدامهم للوسائل المعلوماتية، معتبرا أن تضافر الجهود سيحد من تنامي هذا النوع من المخاطر الإرهابية.

وسجل الشرقاوي تعاونا كبيرا للمواطنين مع العناصر الأمنية في تقديم المعلومات الكافية المساعدة في عمليات البحث، والتي خلصت إلى اعتقال الأظناء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى